vendredi 21 octobre 2011

فقط انساني..


من اليوم سأضرب عن الجنس 
عن الكلام عن الطعام عن السلام عن الصمت
سأفطم نقسي الحياة و أنزوي
منتظرا حبك
سأستفز الكلمات المسجونة داخل الكتب
و أعيد نظم شعر معلقات الكعبة
و أرتب أبجديات العالم
كاتبا اسمك
سأعزف على الغيتارة و الكمنجة
و أنفخ في ناي عمري لحن حياتك
سأكتب على الأرض خطواتك
و أعدّ رمشاتك
و أسجل همساتك
و أدون ضحكاتك
و أنسج عبراتك
سأسقط الآلهة التي عجز بكونين عن اسقاطها
و أنصبك آلهة للحب بدالها
سأبل الشوارع المزدانة بالحزن
بأمطار الشتاء
و ندى الخريف
أمسح عني غبار الأزمنة
أغسل جسدي
و أمرّق الأرصفة و الأزقة الضالة لآخر مرة بدمعي
أدق باب الجنة معيدا وصف القارعة لأجلك
و أشيع جثمان الانسان بلا كفن
راقصا رقصة الهنود
معانقا الوجود على مرآك 
جاعلا مني ظلا لك
فاليوم لن أكتفي برشفات حب
فالحب بكماله لا يكفيني
أريده مجنونا مرتابا فوضويا متمردا عبثيا 
أريده حبا قدوسيا
و عشقا يكبر و لا يندثر
عشقا نكبر فيه و يكبر
عشقا يكبر فينا و لا عليه نكبر
عشقا دون عاشق و معشوقة
...عشقا يكون
فقط انسانيا


خلدون باجي عكاز

dimanche 9 octobre 2011

إنفصام


في الحانة المعتادة 
على منضدته المعتادة
يطلب خمرته المعتادة 
ويشعل سيجارته من النوع المعتاد 
وحيداً كالعادة 
يفتح مذكراته
حروف وكلمات ...
ومع كل كأس تتوضح الصورة أمامه 
حروف تتشابه ...تتشابك 
تتراقص وتتماهى 
تصور المجون والجنون 
لا يدري أهي مذكراته
أهي حياته
ا فتوى هي أم شعوذة سمراء
يتعرق...يلقي بالكأس
يقلب الصفحات
يمزقها
يحرق بقايا العمر المخطوط
ويلعن المكتوب
يغتصب الدمع فلا ينزل
حتى ذاك كتبه في مذكراته
يضحك ...يبكي
ثم يضحك ويبكي
يحتار بين الصلاة للرب
وبين شرب الخمر
فيصلي نصفه للرب ونصفه الآخر للخمر
ينظر إلى المرآة
يحاول أن يوجد ملامحه
يعجز عن ذلك
ملامح تلقفتها أمواج الحياة
وأعدات  تصويرها عبثية الحياة   
يتسلق أبراج السماء باحثاً بين السحب عن نهد الألهة كي يعتصر منها حباً
ويبحث بين النجم والقمر عن أبجديات العشق  
ثم يسمع في صمته صوتاً ينادي 
أصمت..
نفذت منه الخمرة
والسجائر نفذت
حتى الحب نفذ منه
والحزن جعل من قلبه مضجعاً
لكنه يضحك
حتى العمر سبقه ولم يركب ركبه
والصباح فقد نوره
والليل هجر قمره وهجره
لكنه يضحك
يضحك ويعد القناني المرصوفة
ويعد السنين  المتروكة
 حتى هي نفذت 
وأخيراً يصمت 
فاليوم حتى زهور الأمل ذبلت 
والشوارع اكتست جلباباً 
والحيطان أنبتت لحيةً 
وهو ظل كما العاشق يشاهد سينما الحياة في صمتٍ 
ويخير أن يسخر من القدر بعد أن سخر منه
خير أن يتابع المعزوفة في صمت 
كي يعزف على أوتار الحياة أخر معزوفة 
ويفدي قدميه أخر رقصة 
ويهدي الأرض أخر خمرة 
ويصلي أخر ركعة 
فاليوم كل ما سيفعله هو 
الضحك في صمت 

خلدون باجي عكاز 

dimanche 2 octobre 2011

...هذيان


أتمرد على كل القيم والأدبيات
وقواعد الرسم واللغات
وأحل كل الكوابر والموبقات  
أقف عارياً متعرياً في العراء
على تورم جرحي وطني الدامي
وأتبول على كل الأحزاب دون إستثناء
وأهدي جهاز الأمن الغاصب منه والشرفاء
عصارة بولي وموزة تلج القولون حتى الفاه
وانزع عن الكراسي مقعدها
حتى يعرف القادمون معنى الجلوس على العصا جلسة القرفصاء
شيئان أمقتهما في وطني الحماقة وثلب الشرفاء...
أرصف الحروف على الصخر علها لا تحبر بالدمع    
وأقص أسطورة الدين الجديد
جاعلاً من الحب رسولاً جديد
في عوالم صار كل ما فيها متشابهاً
صار فيها اليومي جوعاً..قتلاً..حرباً
عوالم صارت بحراً تغرق فيه قيم الجمال  
سراب وأخاديع وإنعكاس أكاذيب تطفوا على سطح الحياة
تتيه الكلمات وتتبعثر
وتئن العبارات وتتلعثم
فقدت الفصول ملامحها
فلا الخريف حل برياحه
ولا الربيع كسا الأرض باقحوانه
 ولا الشتاء غسل بالدمع  أحزانه
فزادت الأزقة في اختناقها
و زادت القلوب في انغلاقها
تسامر الحزن ويسامرها  
بينما يتدافعون حول المناصب
وتتدافع الأسماء في صخب وتتشابه 
فيتشرد الليل ويهجر القمر ونجومه
ويتمرد الموج ويخرج عن سكونه 
يتصنعون ويكتسون القيم الفوقية والتحتية 
ويخرجون الحب عن مدار القيم الكونية 
حتى الجنس فقد شبقة وصار أشبه بعادة سريرية 

تخرج الثكلى عن صمتها 
وتغرس بالأرض نهداها
" ذا نهدي وذا قبر ابني 
أسقيه منه طيف الحياة 
وذا ابني وأدته في رحمي 
عله لا يعانق ذل الحياة " 

خلدون باجي عكاز