dimanche 9 octobre 2011

إنفصام


في الحانة المعتادة 
على منضدته المعتادة
يطلب خمرته المعتادة 
ويشعل سيجارته من النوع المعتاد 
وحيداً كالعادة 
يفتح مذكراته
حروف وكلمات ...
ومع كل كأس تتوضح الصورة أمامه 
حروف تتشابه ...تتشابك 
تتراقص وتتماهى 
تصور المجون والجنون 
لا يدري أهي مذكراته
أهي حياته
ا فتوى هي أم شعوذة سمراء
يتعرق...يلقي بالكأس
يقلب الصفحات
يمزقها
يحرق بقايا العمر المخطوط
ويلعن المكتوب
يغتصب الدمع فلا ينزل
حتى ذاك كتبه في مذكراته
يضحك ...يبكي
ثم يضحك ويبكي
يحتار بين الصلاة للرب
وبين شرب الخمر
فيصلي نصفه للرب ونصفه الآخر للخمر
ينظر إلى المرآة
يحاول أن يوجد ملامحه
يعجز عن ذلك
ملامح تلقفتها أمواج الحياة
وأعدات  تصويرها عبثية الحياة   
يتسلق أبراج السماء باحثاً بين السحب عن نهد الألهة كي يعتصر منها حباً
ويبحث بين النجم والقمر عن أبجديات العشق  
ثم يسمع في صمته صوتاً ينادي 
أصمت..
نفذت منه الخمرة
والسجائر نفذت
حتى الحب نفذ منه
والحزن جعل من قلبه مضجعاً
لكنه يضحك
حتى العمر سبقه ولم يركب ركبه
والصباح فقد نوره
والليل هجر قمره وهجره
لكنه يضحك
يضحك ويعد القناني المرصوفة
ويعد السنين  المتروكة
 حتى هي نفذت 
وأخيراً يصمت 
فاليوم حتى زهور الأمل ذبلت 
والشوارع اكتست جلباباً 
والحيطان أنبتت لحيةً 
وهو ظل كما العاشق يشاهد سينما الحياة في صمتٍ 
ويخير أن يسخر من القدر بعد أن سخر منه
خير أن يتابع المعزوفة في صمت 
كي يعزف على أوتار الحياة أخر معزوفة 
ويفدي قدميه أخر رقصة 
ويهدي الأرض أخر خمرة 
ويصلي أخر ركعة 
فاليوم كل ما سيفعله هو 
الضحك في صمت 

خلدون باجي عكاز 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire