mardi 31 mai 2011

تونس ما بعد الثورة

بعد الهدم يأتي البناء
بعد بذل الدم يأتي ضخ الدماء
و بعد الشهيد يأتي الوليد
نحن نشهد اليوم مرحلة مخاض تونس الغد.أبدأ بهذه الكلمات علي أوقظ في ذاتي و ذات غيري ضرورة التروي و التحلي بالحكمة و الرصانة في تحليل ما يدور حولنا اليوم.علينا ان نتحلى بقدر كبير من التسامح فنحن اليوم أمام امتحان كبير و علينا أن نكون شاكرين فالتاريخ منحنا فرصة جديدة لبناء تونس من جديد تونس ما بعد دولة الاسقلال . لا يجب أن نزجع من الزخم الثوري و الغوغاء و المراهقة السياسية لبعض الثوريين و الساسة و لا يجب ان نخشى من الانفلاتات الامنية و التجاوزات الحاصلة فهي نتاج ما بعد الثورة و ستزول لا ما حالة فنحن اليوم نحاول فك أحجية الديمقراطية و تعلم مبادئها محاولين بناء دولة الحريات و ارساء ديمقراطية تتلاءم مع خصوصيات مجتمعنا لا ديمقراطية أوروبية أو تركية مسقطة.و الطفرة الفكرية التي أبدى العديد تخوفهم منها أن دلت على شيء فهي تدل على ثراء المجتمع التونسي و تنوعه .فهذا المجتمع الذي اعتبر على مر التاريخ متسامحا وسطيا  ما لبثت تكشف لنا الايام أنه يزخر بالطاقات  و يحمل تحت قناع الوسطية أفكارا راديكالية متجاذبة .و مؤخرا رفع العديد ناقوس الخطر مع ظهور طائفة من الاسلاميين الرجعيين على الساحة في مجتمع لم يتعودهم داخله فتعالت الأصوات مطالبة بالقطع مع هذا الفكر كونه يمثل خطرا داهما على الحريات و خاصة مكتسبات المرأة التي عوض أن نواصل خط تحريرها و الارتفاء بمنزلتها من مفهوم المساواة الى مفهوم الشراكة على أساس انسانيتها ها نحن نعود الى الجدل البيزنطي حول منزلة المرأة متناسين كونها قبل كل اعتبار انسان يزخر بالطاقة و التاريخ خير شهيد على هذا.بيد أن هذا لا يبرر التخوف الكبير من السلفيين او غيرهم  فثروة تونس في ذكائها الجماعي و مع ارتفاع نسبة خريجي الجامعات سيندثر تدريجيا هذا الفكر الذي يتغذى من اليأس و الفشل و الفقر و بالقضاء على هذه العوامل يتم القضاء عليه.علينا ان نتعلم اسس الديمقراطية و قواعد اللعبة جيدا ستشهد السنوات الخمس القادمة صراعا فكريا حامي الوطيس لكن الاكيد ان القادم احلى و ان تونس تصنع تاريخ الثورات من جديد لا في المنطقة فحسب بل بالعالم و التاريخ لا يكتب بأحرف من ذهب بل بأقلام دامية و تضحيات جسام.علينا ان لا نمل و ان نتمتع بنفس ثوري طويل فالتحديات الداخلية و الخارجية عديدة و تونس الغد بحاجة لكل طاقاتها.


 خلدون باجي عكاز                   

dimanche 29 mai 2011

الى أمي

تعجز الكلمات عن وصفك
يعجز لسان حالي عن النطق بعشقك
خيرت أن أحبك في صمت
فهو أهون و أبلغ
اشتقت دفء حضنك
أذكر كيف كنت تداعبين أناملي الصغير و تلهين بخصلات شعري
كنت لي السند الدائم
 و كنت لك العبء الدائم
كنت الرصانة 
و كنت المجون
كنت الفرحة و كنت الحزن
سأقولها اليوم لا تكريما لك فلا شيء بالكون يفي تكريمك
أحبك...أهيم بك
اتخذتك الاه و عبدتك في صمت
آه كم أحبك
اشقت همساتك في أذني
اشتقت قبلاتك التي تدثر خدي
و لمساتك التي تعصف بألمي
حتى صمتك كان يقتل وحدتي
لو كان عشقك حراما
فاني على موعد بجهنم
و ما أحلى جهنم في ذكريات عشقك


أهديها لأمي و لكل الأمهات الاتي لم و لن نوفيهن حقهن و لو عشنا الدهر


خلدون باجي عكاز

jeudi 26 mai 2011

لازلت أحبك


لازلت أذكر لمسات أناملك
لازلت أذكر همساتك في أذني
يوم قلت:أحبك
لازلت أذكر يوم التقينا
نظراتك ضلت مرسومة في محياي
لازال  ولازال  و لازال
لازال كل ما عشته معك محفورا في ذهني
لازلت أذكر صورتك
فقد نقشتها بالحبر كي لا تغيب عن بصري
سأروي قصة عشقنا لحفار قبري
قد أموت شهيدا فداك
فأخلد في....
من يدري ربما بالجنة
قد أموت مثمولا فأحترق
لكني اعتدت حرقة النار في عشقك
قد يرحمني الالاه من يدري
و يسقيني من رحيق الجنة
بيد أني عاشق
و أعشق شرب السم من أناملك
فطعم السم في راحتك
أنقى و ألذ من رحيق الجنة
كفّرت من عشقي لك
و أنا لغيرك غير عاشق
حتى ثوار الوطن باعوني
و كفروا بوجودي و أنا لست بكافر
أنا عاشق يا سادتي
و عشق حبيبتي كعشق الوليد للرحم
فيا أبناء آدم و يا أبناء حوى
و يا أتباع الأديان و الرسل
يا انسانا ذو لحية
و يا انسانا ذو فكر
لا تحرموني عشق حبيبتي
فأنا و الله أعشق وطني


خلدون باجي عكاز

mardi 24 mai 2011

عشق


أعد النجوم وأعد لك مطرحاً بينها
عارفاً أنا لا مطرح لي حذوك
قولي عني يائساً 
فإن اليأس في عشقك صار شرفاً 
وشرب الحنظل من راحتك
خير عندي من الخمر المعتق 
ماذا عساي أفعل وآلهتي صماء عن دعواتي
ماذا عساي أفعل وانت تعرجين في الخطوات
أؤراقبك تسقطين أم اجعل جسدي لك بساطاً؟
ارتمي في حضنك أم ترتمين في حضني
أم نفترش الدم ونلتحف العراء
أتذكرين من مات فداك؟
إسمه شهيد لم نبكه يوم مات بل فرحنا وأقمنا حفلاً
حفلٌ سمي ثورة
آه نسيت لم نكمل الحفلة بسبب عربدة السكارى
أذكر يوم مشينا في ساحتك  وأنشدنا أنشودتك 
أدرك اليوم أني ولدت يومها ولم أدري
جعلت حبك صلاة
و هدير نسماتك شهادةً
وحبات ترابك زكاةً
أحبك والحب لغيرك مذلة
ما عساي أفعل بقلب بك هام وتجلى


خلدون باجي عكاز

lundi 23 mai 2011

وطني؟؟


مستهلك منهك أنت يا وطني
كاعقاب سجائر عصفت بها الرياح بعيداً 
لازلت أذكر مع كل نفس استنشقه من عبقك 
تلك اللذة المصحوبة بوخز لطيف
أنت كالمومس الطاهرة
جسد منهك يتألم مع كل عابر سرير
وروح عذراء تبكي مع كل فجر جديد 
أبيت أن أكون لك عابر سرير
بل فضلت أن أراقبك من بعيد
لعلي أخطأت حين لم أحرك ساكناً
وأنا أنصت إلى صرختك تتباعث من الحجرة
لن ننتخب ربان السفينة 
سيخرج علينا الرئيس الموقر
ويقول :' اليوم أكملت لكم دينكم ' 
لعله أخطأ فقد أكمل لنا ديننا لا ديننا
سأقول وداعا لشعبي ودعا لكل الشعوب
سأعتزل ،نعم سأعتزل
فحتى آلهتي رفضت دعواتي
من لي غيرك يأويني
فلنسكر يا وطني إحتفالاً بنصرنا
أم أنك أنت أيضا أنكرتني؟
لن ننتخب ، لن ننتخب
هكذا قرر في فرنسا ربما 
آه عفواً نحن وطن مستقل
سأسألك عن ما حيرني
لما ثرنا؟
لما الحرية ونحن ننعم بالعبودية؟
لما الديمقراطية ونحن نعيش في رغد الإمبريالية؟
ولد في رحمك عشرة ملايين ثائر
لم يبقى منهم أي ثائر
حتى أنا لست بثائر
هدرنا الوقت بحكومات وقتية
والحل في حكومة ثورية
 تصبح على وطن يا وطني
لعل حفيدي يفيق على وطن حر يوماً
أو حتى أنقاض وطن حر

خلدون باجي عكاز 

samedi 21 mai 2011

من إرهاب الدولة إلى إرهاب القاعدة


لا يزال المشهد السياسي التونسي ضبابياً ويلفه الغموض فبعد 14 جانفي تهافت الإنتهازيون على حجز مقاعد السلطة لذا كانت الدعوة إلى ملازمة الشارع ومواصلة الطريق النضالي علنا نتم هذه الثورة وآخر  الإنتهازيين اللذين طفوا على السطح السياسي ' تنظيم القاعدة '.سأتحدث عن العمل الإرهابي الذي حدث بجهة الشمال الغربي بعيداً عن نظرية المؤامرة التي يعمد العديد إلى اللجوء إليها تهرباً من الواقع منسباً كل عمل إلى الحكومة المؤقتة التي لن أنفي عنها الدناءة في المعاملات ومواصلتها لمنهج ما قبل 14 جانفي في التعامل مع الشارع التونسي هذا بغض النظر عن تهاونها وتقصيرها في معالجة ملفات مستعجلة.فإرهاب الدولة ضل عالقاً في ذاكرة التونسي جراء الإجراءت القمعية التي اتبعها النظام البورقيبي في مرحلة أولى ثم النظام النوفمبري مع بن علي في مرحلة ثانية.فجهاز الأمن صار جهاز إرهاب و تخويف وإجتثاث للحريات عبر سياسات تكميم الأفواه،ووزارة الداخلية صارت أشبه بجهاز  مخابراتي أكثر منها جهازاً أمنياً عبر ملاحقة الساسة والحقوقيين والنقابيين أما عن وسائل التعذيب فحدث ولا حرج فطرق الإستنطاق المتبعة مع سجناء الرأي كانت ولازلت الأكثر بشاعةً في الحوض المتوسطي.
ونحن لا نزال نقبع ونصارع إرهاب الدولة إذ بإرهاب جديد يبرز وينتهز فرصة الإنفلات الأمني الحاصل بعد الثورة ،خاصة مع إحتدام الأزمة على الحدود الليبية التونسية، ألا وهو تنظيم القاعدة. كان من المتوقع ومن المنتظر أن ينتهز الإسلاميون الفرصة كي يلتفوا على الثورة وهو ما يعرف 'بالثورة المضادة ' وما وقع بجهة الروحانية القاطنة بولاية سليانة كشف عن عورتهم وعن نواياهم .
وهنا وجب على الطوائف السياسية ،وعندما اتوجه إلى الطوائف السياسية فإني أخاطب منها تلك التي قمعت في عهد بن علي وتلك التي تسعى إلى تحقيق الإنتقال الديمقراطي الفعلي،إلى العمل الدؤوب والوقوف وقفة رجل واحد أولاً قصد النهوض بالمشهد السياسي وفك اللبس الذي يلفه وثانياً التصدي لهذه الجماعة الإرهابية قبل أن يشتد عودها ويحصل ما لا يحمد عقباه ولنا في هذا أمثلة عدة كالجزائر وطالبان.كما ادعو جميع فئات المجتمع إلى مزيد الحيطة خاصةً ونحن على أبواب إمتحانات وطنية وهكذا فإنه علينا جميعاً العمل لإنجاحها،فالطريق إلى الحرية معبد بالدماء .
واختم برسالة مضمونة الوصول إلى الجماعات الإرهابية وأقول : " يزي مل كرتوش الحي الكرتوش ما عندوش مبرر وإلي عندو برنامج سياسي يطرحوا ونتناقشوا فيه "  


خلدون باجي عكاز

vendredi 20 mai 2011

...حوار


نظرت إليه عبر الأسلاك الشائكة
وهو يلعب
يبتسم ،يركض ،يلهو 
نزلت من عينها دمعةٌ 
أقبل عليها الفتى 
ما بي أرى دمعة على وجهٍ كله أسى
أنا الغرب وما اعتدت البؤس والكدر
اجابته: وأنا العرب وبسببك حياتي كلها كدر
في كل ربوع أرضي أقمت حائط مبكى
وبين مشرقي ومغربي غاصب أعمى
أعميت بصيرته عن الحقيقة 
أقمت في كل بلادي ضريح شهيد 
أفنى حياته فدى الحرية
نشرتم في بلادي الثكالى واليتامى
ونصبتم علينا حكام النذالة
وأبيتم أن نعتق من العبودية
فكمتم الحناجر بإسم الديمقراطية
وغصبتم اراضينا بإسم إرساء الحرية
ونسبتم لديني الإرهاب
و سقيتمونا الذل وسميتموه الترياق 
وتسألني لم أعبس وأبكي
تنهد الفتى وقال
أنا تعلمت في مدرستي أن الحياة عذاب
وأن طلب الحريات حنظل كله مرار
تبسمت العرب وقالت
أما أنا فعلمتني مدرسة الحياة
أن الطريق للحرية سيل من الدماء
والتوق الى الحرية يولد فينا ويولد معنا
وسلاح كفاحنا في أناملنا وحناجرنا 
المقاومة عندنا عبادة 
والحرية جعلناها إلاهاً
فها أنت ترى اننا هرمنا ونحن صغار 
لكننا على عهدنا باقون
حتى يبغ فجر الحرية
ثم نعتصر غيمة الحرية
ونشرب من نبيذها حتى نثمل
ثم نصلي إحتفالاً بالحرية  


خلدون باجي عكاز 

jeudi 19 mai 2011

حرةٌ أنت


عذرا سيدتي
عذراً عن ما سبق
عذراً عن ما لحق
عذراً فرجولتي وهنت
وبعثرت كلماتي
عندما غرقت في الأهات
عندما أفتكت عذريتك
وبعد أن خرج الزاني من حجرتك
قطعت عهداً أن لا تمسك يدٌ بعد اليوم
لكن ما باليد حيلة والأيادي تمتد نحوك من كل صوب
ما باليد حيلةٌ و انت صرت كالمومس
جسد يتاجر به الأنذال
عجزت بعد أن صرت سبية يستحل عرضك 
وفرجك ونهدك ويركب على ضهرك ويدنس شرفك
وانت صامتة
وأنا صامت
خوف ربما هو
بعد أن ضننت لوهلة اني كسرت حاجز الخوف
خوفي كل خوفي عليك يا سيدتي
أن لا يبزغ عليك فجر وأنت حرة
أن تتيهي وسط الزحام 
بين المتناحرين حولك يا سيدتي
حول من سينال من شرفك الليلة 
متناسين ما تريدينه أنت
لكني على العهد يا سيدتي
لعلنا فقط نحتاج إلى رسول جديد 
يرشدنا إلى تمثال الحرية
ونشرب الخمرة معا يا سيدتي
إحتفالاً بنا
إحتفالاً بك
إحتفالاً بالحرية
سنسكر
ثم نسكر
ثم نسكر
حتى نعتق من العبودية




خلدون باجي عكاز

mercredi 18 mai 2011

حديث مع نديمي


جلست إلى نديمي
علة يحدثني عن بلد
قيل أنه قامت به ثورة
قيل عن شعبها أنهم أسود
فإن هبوا
عصفوا على كل زان
قيل لي أنها ثورة كرامة
ثورة حرية وبناء
بلغ مسامعي أنها كالطاعون على الحكام
فإن بلغت شعباً
ثار على كل طاغ وجلاد
أشعل نديمي سيجارةً
ونفخ منها دخانا
عطر هو كرائحة الدماء
أو لعله كرائحة الركام
تنهد وتنهد
ثم تنهد وقال
إنتهى عصر الثورات يا صديقي
فلا تحدثني عن شعب 
إن ثار عبس
وإن ظلم عبس
وإن فرح عبس
لا تحدثني عن ثورة
اتخذها الغرب مطيةً 
واتخذها المتأسلمون سبيةً
واعتبرها الصهاينة قاعدةً ارهابيةً
لا تحدثني يا رفيقي
حتى ينبت من هذه الأرض ثائر
فما حرية الأمس إلا سراب 
وما حرية اليوم إلا سراب
وما طلب الحرية إلا عذاب 
لا زال في المشوار ألف ميل وميل
وبين الحرية والعبودية
فج بعمق ألف ميل
فدعك من الحلم يا صديقي 
وإشرب حتى ميعادنا 
في الجنة ربما
في بغداد والفرات
أو لعلنا لن نتجاوز نهر النيل 


خلدون باجي عكاز 


mardi 17 mai 2011

رسالة ثائر...


قسماً برب العزة والقرآن
قسماً بعيسى وموسى وما سبقهما من الأديان
أقسم اليوم أني ثائر
أني انسان
لكن من يحكمني هو الحيوان
يا حكام الخزي والعار
يا من بسببكم صرنا أخر قومٍ
بعد إبن الهيثم و إبن سينا و الجزار
بعد أن أنرنا ظلام روما
سلبوا منا الجولان
واغتصبت فلسطين ودنست القدس
وأفتكت  بغداد
بعد أن ماتت العروبة فينا بموت عبد الناصر
وإغتيال صدام
بعد أن جلدت كرامتنا وفضت بكارة حريتنا
وسبيت نساؤنا واغتيلت طفولتنا وذلت شيبتنا
ربضنا نبكي على الأطلال ونتبجح ببطولات الأجداد
ونجعل في كل بقاع الأرض قصوراً للأسياد 
قسما باللات والعزة لن نسكت وإن زهقت روح اخر رضيع فينا
حتى نستعيد حريتنا
ونلتحف سماء وطننا الذي أبداً ما مات فينا
ونسترد كرامتنا
فبهذه الأرض الظمأى للدماء مليون ثائر وثائر
وفي بطن أمي الحبلى ثائر
وبين الثأر والثأر ميلاد ثأر  


خلدون باجي عكاز

dimanche 15 mai 2011

حرية أم سراب؟


إقمع فبالقمع تشحذ لي هممي
إضرب ونكل بجثتي
فما الليل باقٍ ولا نور الصباح فانٍ
وغدا ميعادنا بالساحة
فقسماً بالمنجل والمطرقة لأجتثنك من ههنا من أرضي
فلا دهاليز الداخلية ستسكتني
ولا قنابل الغاز ستبكني
ولا رصاص رشاشك سيخفني
فلي بهذه الأرض مليون رفيق ورفيق
على دربي ودرب من سبقوني منتصرين
لن يخترق عيارك الناري صدري
فلي بذاك الصدر ذكريات وطن
تأبى الرضوخ حتى يحاسب مغتصبك يا أرضي
وتمسح عن وجنتيك دماؤك يا حريتي
أيا من باع همته بالملاليم
لن تنفعك لا السلطة ولا الملايين
يا احزاب الخزي والعار لن ينسى التاريخ صمتك
عن شعب قتل وعذب وشرد
فطوفان الغضب يهدم
وسواعد الشعب تصلح
وصرخات الحرية أبداً لا تسكت

خلدون باجي عكاز
 

في البحث عن الحرية


لا أعرف من أين أبدأ يا رفيقي..
من وطن كثرت زناته
واغتصبت كرامته
من وطن وقفت على ربوته
فما رأيت سوى الظلام يكتسح وجنتيه
من أقداح وأعقاب سجائر ملت تقبيل شفتي
وأنهكها ما حملته من هموم دنياي 
من شعب رأيت فيه الفوضى داخلي
رأيت فيه الغضب المحتقن داخلي 
رأيت فيه ما لم أره داخلي
فانقلب في نهاية القصيدة مكفراً ما بداخلي
أم أبدأ بالحديث عن زناة الليل صقور الظلام
أولئك اللذين فضوا بكارتك يا وطني 
ونكلوا بجثتك يا حريتي 
وهتكوا عرضك يا أرضي
أولئك الأوباش التصقت بهم الكراسي
فأبوا أن يخدموك يا وطني
بل قدموك قرباناً لسيدهم  
وأبوا ان يصلوا لك أنت ربي 
..بل أثروا أن يركعوا ويسجدوا لك أنت
أيها الكرسي 

خلدون باجي عكاز

هل 14 جانفي هو 7 نوفمبر جديد ؟؟


سأتكلم اليوم عن تونس مابعد الحراك الجديد وهي التسمية الأنسب لم صار في تونس ... لوهلة كنت أتصور أني سأتخلص من مشاعر الحزن والوحدة التي تخالجني بعد 14 جانفي  لكن يبدو أني اتخذت الحزن و الوحدة وطنا لي فصرت استغرب ساعة فرحي ..دعنا من الحديث عني ولنعد لموضوعنا الأساسي فبرغم من أن ملامح الشارع التونسي اكتست بالحزن بعد 14 جانفي كما هو الحال بالنسبة لي  فإن الحتمية التاريخية تلزمنا أن لا نلدغ من الجحر مرتين فما يحصل اليوم شبيه بما حصل في إنقلاب 1987 ويمكن التأكد من هذا بالعودة إلى أرشيف الجرائد التونسية والقيام بمقارنة بسيطة .فما حصل بذلك الإنقلاب من انفلات أمني وتجريم للجماعات ومغالطة لرأي العام عبر وسائل الإعلام الوطنية شبيه جداً لما يحصل اليوم .لذا علينا أن نكون في يقظة تامة لما يدور حولنا. كما تطرح مسألة المحاكمات العسكرية اليوم اشكالاً فهل نحن نعيش تحت حكم عسكري في الخفاء ؟؟ماهي مكتسبات "الثورة" حين تسلب حرية التظاهر والتعبير عن الرأي وتعود سياسة الحجب؟؟كيف لنا أن نحقق الإنتقال الديمقراطي في ضل هذا الجو المشحون ؟؟  عديد التساؤلات تطرح نفسها والجميع يتهرب من الإجابة ويتملص من تحمل مسؤليته .إن الوضع الراهن يحتاج إلى الصدق ولا شيء غير الصدق فما حصل أيام 6 ،7 و-8 ماي من قمع للتظاهرات السلمية إن دل على شيء فهو يدل على أن الدولة البوليسية لا تزال قائمة وأن سياسة الترهيب لم تتغير وحتى خطاب رئيس الحكومة كان بعيداً كل البعد عن ترقبات الشارع فلم يتوارى عن إستعرض عضلاته الهرمة  كالعادة متمسكاً بخطابه البورقيبي كما كان وفياً  لعاداته، مناوراً برعا فتملص من الإجابة عن معظم الأسئلة رغم هزالتها...صار من البين ضعف هذه الحكومة إقتصادياً، أمنياً وسياسياً فهي لم تتخذ أي تحركات لضمان الإنتقال الديمقراطي وهو ما جعل الشارع ينقسم بين من هو ضد الحكومة لكن في نفس الوقت مع التهدئة لتحقيق إنتخابات 24 جويلية وبين من هو ضد فكرة بقاء الحكومة أصلاً ومع تكوين حكومة وفاق وطني تضمن الإنتقال السلس نحو تحقيق الديمقراطية الفعلية.        

خلدون باجي عكاز

سيبزغ فجر الحرية..


سأتجاهل اليوم حضر التجوال
 وأسير في بلادي حتى الجولان
 بلادٌ كتب علي أن أغترب فيها
 فلا السماء قبلتني لقيطا
ولا الأرض جعلت لي مبيتا
أسير كلمات أنا
أسير أقداح ومومس في الخمارة
توسدت صدرها واتخذت الخمر لي شرابا
علي أنسى ما عشته من سراب في شهرين
بعد ما سمي بالثورة أو الإنتفاضة
اليوم سأتجاهل حضر التجوال
بعد أن أسدل الستار عن المسرحية
وغابت عني أنوارالحرية 
سأتناول جرعتي المسائية
من الأكاذيب والمغالطات
 حتى أثمل من الترهات
وأوقن أني لست سوى سراب
أو شبحا أسير جسد وبعض الكلمات
الكل بطل اليوم
حتى القبطان مترهل الوجنتين
 صار ناصع البياض أكثر من مقلة العينين
وحفاظا على هيبة الدولة سنعود إلى بتر اليدين
وتكميم الأفواه والحناجر
فتلك هي أسس الديمقراطية
لكني اليوم سأنفض الغبار عن كلماتي
وارسم فجر الحرية بقلمي الدامي
وابحث في المقبرةعن شهيد إسمه الحرية
وأعطر جسمي برائحته الزكية
فإن النصر آت لاما حالة
حتى وإن تأخر بألفية

خلدون باجي عكاز


زحام


خوف من داك و تخوف من داك هدا هو المشهد السياسي التونسي في كنف الازدحام و الخزي....بعد الخط المنعرج الدي سلكته الانتفاضة التونسية و ما شهدته من عراقيل و ازمات ابصرنا في الافق خيط امل عله ينتشل الوطن من مستنقع الانفلات و الفوضى  بيد  ان زخم الثوريين و ابطال ما بعد الرابع عشر من جانفي ابى دون وصولنا الى بر الامان فقد حجبت الروؤية ’كالعادة’و تعدرابصار بر الامان...كل هدا بالامكان تجاوزه لكن ناقوس الخطر ينبعث من بعيد فالصراع الازلي بين اليسار و الاسلاميين يطفو على الساحة من جديد كما هو متوقع لكن الوضع الراهن يدعو الى التهدئة و تقديم التنازلات من هدا الطرف و داك علنا نصل الى وفاق و طني فعلي لا وفاق وطني تخويني كما حصل بالسابق لدا يجب تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية و تاجيل بعض الخلافات لا التعجيل بمناقشتها.....ففي النهاية الدين لله و الوطن للجميع    



خلدون باجي عكاز

كلمات



ملل أرق قرف
دماء قتلى رصاص 
يديا ترتجفان خوفا أو أسفاً
ما عدت قادراً على التفريق بينهما
فالرصاص الذي إغتصب بلادي نجاح في إختراق فؤادي
والعدو الذي دنس بلادي نجح في إعتقال كلماتي
فلا الكلمات صارت سلاحاً
ولا الرحمن قبل أروحاً
أروحاً ضلت سجينة الأزقة 
أروحاً ضلت حبيسة سكرة 
تلك هي سكرة الحرية
لكن انهج بلادي ما عادات تقبل من في البلاد
و وجنة بلادي اكتست باللحية والسواد
أما حريتي فقد حوصرت بالجلباب
ونصاعة وجهها غطيت بالنقاب
عذراء مسكينةٌ انت يا بلادي
بين أيادي زمرةٍ من الكلاب 
فتجل كائنا من كنت في هذه السعات
لعلك تنتشلها من بين الأيادي
أم أنك تأبى سمع صرختي جحوداً
يا من كفر بوجداني 


خلدون باجي عكاز