جلست إلى نديمي
علة يحدثني عن بلد
قيل أنه قامت به ثورة
قيل عن شعبها أنهم أسود
فإن هبوا
عصفوا على كل زان
قيل لي أنها ثورة كرامة
ثورة حرية وبناء
بلغ مسامعي أنها كالطاعون على الحكام
فإن بلغت شعباً
ثار على كل طاغ وجلاد
أشعل نديمي سيجارةً
ونفخ منها دخانا
عطر هو كرائحة الدماء
أو لعله كرائحة الركام
تنهد وتنهد
ثم تنهد وقال
إنتهى عصر الثورات يا صديقي
فلا تحدثني عن شعب
إن ثار عبس
وإن ظلم عبس
وإن فرح عبس
لا تحدثني عن ثورة
اتخذها الغرب مطيةً
واتخذها المتأسلمون سبيةً
واعتبرها الصهاينة قاعدةً ارهابيةً
لا تحدثني يا رفيقي
حتى ينبت من هذه الأرض ثائر
فما حرية الأمس إلا سراب
وما حرية اليوم إلا سراب
وما طلب الحرية إلا عذاب
لا زال في المشوار ألف ميل وميل
وبين الحرية والعبودية
فج بعمق ألف ميل
فدعك من الحلم يا صديقي
وإشرب حتى ميعادنا
في الجنة ربما
في بغداد والفرات
أو لعلنا لن نتجاوز نهر النيل
خلدون باجي عكاز
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire