dimanche 15 mai 2011

هل 14 جانفي هو 7 نوفمبر جديد ؟؟


سأتكلم اليوم عن تونس مابعد الحراك الجديد وهي التسمية الأنسب لم صار في تونس ... لوهلة كنت أتصور أني سأتخلص من مشاعر الحزن والوحدة التي تخالجني بعد 14 جانفي  لكن يبدو أني اتخذت الحزن و الوحدة وطنا لي فصرت استغرب ساعة فرحي ..دعنا من الحديث عني ولنعد لموضوعنا الأساسي فبرغم من أن ملامح الشارع التونسي اكتست بالحزن بعد 14 جانفي كما هو الحال بالنسبة لي  فإن الحتمية التاريخية تلزمنا أن لا نلدغ من الجحر مرتين فما يحصل اليوم شبيه بما حصل في إنقلاب 1987 ويمكن التأكد من هذا بالعودة إلى أرشيف الجرائد التونسية والقيام بمقارنة بسيطة .فما حصل بذلك الإنقلاب من انفلات أمني وتجريم للجماعات ومغالطة لرأي العام عبر وسائل الإعلام الوطنية شبيه جداً لما يحصل اليوم .لذا علينا أن نكون في يقظة تامة لما يدور حولنا. كما تطرح مسألة المحاكمات العسكرية اليوم اشكالاً فهل نحن نعيش تحت حكم عسكري في الخفاء ؟؟ماهي مكتسبات "الثورة" حين تسلب حرية التظاهر والتعبير عن الرأي وتعود سياسة الحجب؟؟كيف لنا أن نحقق الإنتقال الديمقراطي في ضل هذا الجو المشحون ؟؟  عديد التساؤلات تطرح نفسها والجميع يتهرب من الإجابة ويتملص من تحمل مسؤليته .إن الوضع الراهن يحتاج إلى الصدق ولا شيء غير الصدق فما حصل أيام 6 ،7 و-8 ماي من قمع للتظاهرات السلمية إن دل على شيء فهو يدل على أن الدولة البوليسية لا تزال قائمة وأن سياسة الترهيب لم تتغير وحتى خطاب رئيس الحكومة كان بعيداً كل البعد عن ترقبات الشارع فلم يتوارى عن إستعرض عضلاته الهرمة  كالعادة متمسكاً بخطابه البورقيبي كما كان وفياً  لعاداته، مناوراً برعا فتملص من الإجابة عن معظم الأسئلة رغم هزالتها...صار من البين ضعف هذه الحكومة إقتصادياً، أمنياً وسياسياً فهي لم تتخذ أي تحركات لضمان الإنتقال الديمقراطي وهو ما جعل الشارع ينقسم بين من هو ضد الحكومة لكن في نفس الوقت مع التهدئة لتحقيق إنتخابات 24 جويلية وبين من هو ضد فكرة بقاء الحكومة أصلاً ومع تكوين حكومة وفاق وطني تضمن الإنتقال السلس نحو تحقيق الديمقراطية الفعلية.        

خلدون باجي عكاز

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire