mardi 31 mai 2011

تونس ما بعد الثورة

بعد الهدم يأتي البناء
بعد بذل الدم يأتي ضخ الدماء
و بعد الشهيد يأتي الوليد
نحن نشهد اليوم مرحلة مخاض تونس الغد.أبدأ بهذه الكلمات علي أوقظ في ذاتي و ذات غيري ضرورة التروي و التحلي بالحكمة و الرصانة في تحليل ما يدور حولنا اليوم.علينا ان نتحلى بقدر كبير من التسامح فنحن اليوم أمام امتحان كبير و علينا أن نكون شاكرين فالتاريخ منحنا فرصة جديدة لبناء تونس من جديد تونس ما بعد دولة الاسقلال . لا يجب أن نزجع من الزخم الثوري و الغوغاء و المراهقة السياسية لبعض الثوريين و الساسة و لا يجب ان نخشى من الانفلاتات الامنية و التجاوزات الحاصلة فهي نتاج ما بعد الثورة و ستزول لا ما حالة فنحن اليوم نحاول فك أحجية الديمقراطية و تعلم مبادئها محاولين بناء دولة الحريات و ارساء ديمقراطية تتلاءم مع خصوصيات مجتمعنا لا ديمقراطية أوروبية أو تركية مسقطة.و الطفرة الفكرية التي أبدى العديد تخوفهم منها أن دلت على شيء فهي تدل على ثراء المجتمع التونسي و تنوعه .فهذا المجتمع الذي اعتبر على مر التاريخ متسامحا وسطيا  ما لبثت تكشف لنا الايام أنه يزخر بالطاقات  و يحمل تحت قناع الوسطية أفكارا راديكالية متجاذبة .و مؤخرا رفع العديد ناقوس الخطر مع ظهور طائفة من الاسلاميين الرجعيين على الساحة في مجتمع لم يتعودهم داخله فتعالت الأصوات مطالبة بالقطع مع هذا الفكر كونه يمثل خطرا داهما على الحريات و خاصة مكتسبات المرأة التي عوض أن نواصل خط تحريرها و الارتفاء بمنزلتها من مفهوم المساواة الى مفهوم الشراكة على أساس انسانيتها ها نحن نعود الى الجدل البيزنطي حول منزلة المرأة متناسين كونها قبل كل اعتبار انسان يزخر بالطاقة و التاريخ خير شهيد على هذا.بيد أن هذا لا يبرر التخوف الكبير من السلفيين او غيرهم  فثروة تونس في ذكائها الجماعي و مع ارتفاع نسبة خريجي الجامعات سيندثر تدريجيا هذا الفكر الذي يتغذى من اليأس و الفشل و الفقر و بالقضاء على هذه العوامل يتم القضاء عليه.علينا ان نتعلم اسس الديمقراطية و قواعد اللعبة جيدا ستشهد السنوات الخمس القادمة صراعا فكريا حامي الوطيس لكن الاكيد ان القادم احلى و ان تونس تصنع تاريخ الثورات من جديد لا في المنطقة فحسب بل بالعالم و التاريخ لا يكتب بأحرف من ذهب بل بأقلام دامية و تضحيات جسام.علينا ان لا نمل و ان نتمتع بنفس ثوري طويل فالتحديات الداخلية و الخارجية عديدة و تونس الغد بحاجة لكل طاقاتها.


 خلدون باجي عكاز                   

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire