jeudi 30 juin 2011

تراتيل الوجود


 
حنق كبير
تعجز الكلمات عن البوح بمكنوناتي
يعجز لسان حالي عن وصف حالي
ابحث بين ثنيات الأحاسيس عن أحاسيسي
بين الأرصفة و الرفوف و الكتب و الكلمات
بين الأبجديات و الديانات
بين الوجوه الشاحبة و الألفاظ النابية
بين الرفقاء و الأصدقاء
في العزلة و الانكسار
بين الحبيبات و الأمهات
ابحث داخلي و داخل هذا الجسد الذي أظنته الرفقة
داخل هذه الروح التي استنزفت
داخل العقل الذي نزف عبرة
ابحث عن ما يشبهني
عن إنسان داخلي
فقدته في الزحمة ربما
تركته لقيطا على قارعة الطريق كما تركتني هذه الحياة
انظر في ذاك الأفق البعيد فما أرى
لعله خطا مني لعله عبث
لعله إذن قدري
زخم الكلمات و الرفاق يتعبني
و الإخوة و الإخوان و الجند
كلنا بيادق في يد السلطان
أو في يد الرحمان
كلنا مجرد من المشيئة
ألومكم و ألوم نفسي
عن تضيع إنسانيتكم و إنسانيتي
أبحث مابين رقع الأرض عن رقعة تأويني
أبحث ما بين قطرات الندى و المطر عن غيث يمسح حزني
أبحث بين أحضان حبيبتي عن حبيب و عطف
أبحث هدا عن إنسان في هذا الوطن
أحاول أن أقرأ الملامح بين السطور المتلاصقة
أن أشم الرائحة وسط  زحمة الروائح
أبحث بين العبرات عن عباراتي
و عن الدين و الآلهة
يستمر البحث و لا أستمر
يفنى الجسد و تبقى الروح
تنعشني سكرة الحياة
و ضلمة الأزقة
ترهبني  ضحكات الورد
أقرا ما بين سطور الأحاسيس
أتجرد من العقل لبرهة
من الجسد من الروح
من المقدسات من السياسة و الساسة
و أشكل مخطوطة
ناحتا صورة
راسما صنما
امحي و جودي لأكتب فناء الإنسان
و اشرب نخب و جودي


خلدون باجي عكاز




samedi 25 juin 2011

بحث و نكران




تخجلني تلك القبلات و تكشف عن وحدتي
 ابحث في عبوس الدهر
عن فرحك و فرحتي
أبحث عن رائحة وطني في مزيج الاوطان و الزخم
أو حتى عن لحظات فرحة تؤنسني
أفسخ عباراتي بعبراتي
أم امسح بعض احزاني بالدمع
فأنا بلا حبيب و لا وطن
وحيد في ذاك الركن قبالك انت
تعلو ايقاعات السامبا البرازيلة
في بهو الحانة العتيقة
تحت الاضواء الخافتة
انه منتصف الليل و بعض الدقائق
و النادل يستعجلنا بالرحيل
تمسكين يدي و نرقص
يتمايل جسدك مع قرع قطرات المطر على النافذة
و تنحرف قدماك مع صوت الرياح في نغم
تتلاصق تضاريسنا في اكتمال
شارفت الشمس على الشروق
تتسارع الحركات
و تشارف حياتي على النفاذ
اقترب منك
انت...عشتار في مثاليتها
افروديت في جمالها
قاتلة كهيديس
جمعت بين كمال الآلهة فكنت انت الكمال
اتبصر ملامحك
شفتيك..
عينيك  تلك التي أعجز عن تحديد لونها
و جنتيك...
شعرك المسدل على كتفيك
يموج مع تحركاتك
يتوقف بي الزمن للحظات
تطفا الانوار لبرهة ثم تضاء
أجد نفسي في زقاق المدينة الموحشة
مبتلا تحت المطر
أخطو الخطى متثاقلة نحو مقر العمل
مجردا من الاحاسيس كالصنم
عدى الملل
لا جديد كالعادة
انتظر في صمت
انتظر الدهر و لا ينتظرني
منتظرا بكاء الآلهة على الوطن
و هجاء آخر الرسل
خلدون باجي عكاز

lundi 20 juin 2011

هطل العبرات



تتراقص الكلمات في الريشة
و يخجل الورق من تقبيل القلم
تهطل العبرات على المخطوطة
معلنة استمرار القصيدة
استرق لحظات الفرح كي أستمر
و ابحث عن اللامعنى و عن النحن
عن ما نكون و كيف نكون
 متناسيا أننا نحن كما نحن باختلافنا أو لا نكون
أستمر في الدوران حول فلك الأسى
و انكسر كالموج مع كل انحناء
أبحث في كتب التاريخ و الفلسفة عن اسم الوطن
أو اسم الحبيبة أو الرسل
علي اجمع الجموع و انتصر
تنبعث الآهات من القبور
معلنة موت الآلهة و بداية آخر العصور
يعلق الجنين في الرحم
و يسكت حتى الأصم
يصرخ المسيح من العذاب ويطلق آه من الصنم
تبعث الروح في الرسل و من عجزهم يصيبهم اليأس و الكدر
نتراشق بالتهم على جهلنا و نحن صرنا آخر الأمم
و ها أنا أصارحكم بحماقتكم
دعاة العلم و المعرفة انتم
أو دعاة الدين كنتم
و لا أستثني منكم أحدا حتى أنا فانا منكم
فهذه العقول أصابها نزيف
من خناجر الغدر التي تغرس بها
و هذا الطير هاجر جنوبا بعد أن أصابت بصيرته العمى
أو لعله كافر حج الكعبة أو رسول حج بلاد الكفر و اتخذها مسكنا
فسيفساء رومانية تنحت و طني
بعض الدماء و الشظايا و الركام
مد و جزر و هدير موج في الأركان
تتقاذفني الذكريات 
و يقتلني نفاذ الأقداح
أتساءل عن المصير و امضي
أمضي اسمي ثم امضي
تحترق المشاعر مع احتراق ورق السيجارة في فمي
مع رائحة التبغ العطرة
مع قبلات العاشقة في الفجر
تشرق الشمس من المغرب و أنا لا افهم
لا ادري أين الصواب من الخطأ
أترقب و أراقب الوقت يمضي
و العمر يمضي
ثم اخط اسمي على الصخر و امضي
امضي تاريخ ميلاد و طني....و امضي
امضي إلى اللا مكان باحثا عن اللا شيئ
و امضي أنا باحثا عن ما أنا

خلدون باجي عكاز

vendredi 17 juin 2011

ذكرايات مستقبل



و ضل العقل حبيس ذكرى

سجين زمان
و انا أعد زبد البحر
و اذرف دمعا كله أحزان
لم تبقى منك سوى عطر
و بعض الصور و بقايا الدماء
خططت في جسمي صدحا
و لمَمتِ شمله بعبق الجمال
بنور الحرية
ملء صوتي من بعدك الشجن
دفنت تفاصيلي في ثنيات الجحود و النكران
كابحا جماحي قاتلا طفولتي
غاصبا براءتي
ما عاد جسمي يتحمل إعصار الحب فيه
لك آن تلومي الدهر
لك ان تلومي الاله
لكن ما بيدك آن تلوميني
انتهت الرحلة

لم تضل منها سوى الذكرى و بقايا الشعلة
أنقاض جسد و روح شامخة
حصان عربي في الإسطبل
و عود قرنفل يأبى الرحيل
أحمر الشفاه لازال مطبوعا على وجنتي
طبعته أمي عند ولادتي
حجر لامع في قبضتي
و أسرار حياة
تداعبني الأفكار عند مسامرتي للنجوم في سماك
لا تظني آن قرع الطبول و طلق العيار في الهواء
و نفخ الأبواق و زغاريد النساء
تحية لك أو حتى للقتيل فداك
تلك تحية للقائد الأعظم فقد أعيد نصبه في الساحل
جار و مجرور رفع و سكون
ثم سكوت و جرة قلم
كلمات مبعثرة في الورق المجعد
في الكتب المغبرة و بين أسقف المساجد و المعابد
تاريخك...لم يبقى منك سوى تاريخك
و عبرات تائهة ترسم المستقبل فيك


خلدون باجي عكاز



mardi 14 juin 2011

بلا أقنعة




يفيض الشهيد و من القبر يخرج قبضة
ناضل يارفيقي فالوطن بالدم يفدى
كيف ننام و العين ملء قرار
و الوطن يبكي مجردة و الجفاف يعم ترابه
فكر بعقلك يا أنت
فكر بالهو قبل أن تفكر بالأنت
أرضنا حبلى و هي عذراء
في رحمها المسيح و مريم العذراء
أرضك الاه تعبده بقلبك
أرضك و طن كله محلل
أينعت من قبر الشهيد باقة بلون الغضب
رواية عن ثورة و وطن و لا جديد
أتابع المشهد و أراقب ما بين الوعد و الوعيد
أعجب من قاطرة الزمان التي أنتظر
فتمر قافلتي و أخير ان اشاهد و انتظر
فحتى الطريق الى الفردوس يبدو موحلا كله حفر
و انا مللت عبثية الطبيعة و نرجسية الآلهة
مللت خطب الجمعة و محراب الكنيسة
مللت صراع الكراسي و كلام الساسة
و طني ألي شبر في ترابك و دمع من سحابك
أم اني حتى في وطني لقيط؟
الم تعلمني يا وطني أني إنسان لست بعبيد
أم إن القنابل الدامية أفقدتك الذاكرة و أصابت فيك الوريد
أقيموا علي الحد فانا كافر
زنديق بدين الآلهة المحرف حين يجعل العشق محرم
تحزننا مشاهد السينما و ننسى سينما الحياة
ننسى آلام العشق و نعشق لذة العذاب
تداعب مخيلتنا مع الليل ذكريات طفولتنا
نحاول يائسين أن نسترجع براءتنا
ثم يعاودنا اليأس مع الفجر الجديد
تمر اللحظات و نحن أسرى كلمات
أسرى صور و بعض الذكريات
نحاول المضي قدما فيصيبنا الإحباط
نبحث بين الحروف و الأبجديات
عن معنى او أمل او حياة
نجهل معاني الموت و الحياة
نجهل حتى الانا
ما نكون؟
كائنات أو حبيبات  ما بين البصيلتين الزجاجيتين تنساب؟
خلدون باجي عكاز

dimanche 12 juin 2011

هذيان عاشق




اخط فيك سطرا
و أخطو الخطى نحوك
اكتب فوق الصخر اسمي
'إنسان فقط'
ابحث بين لفحات الشمس
و قيظ اللظى عن اسمي
فما أجده
اسأل الدهر ا ن محاه عنك
و اسأل الرب عنه و عنك
فما وجدت سوى الرفض ينتظرني
بحثت عن قارب النجاة ولما وجدته
قابلني محرف الأديان و كفرني
توسدت التراب و التحفت السحاب
فهطلت على عري أمطار العذاب
واحد و ثمانون قطرة ندى كلها عذاب
سراب و ضباب
و بنفسج الأقحوان يدمي القلوب في البعاد
ألا سأقيم اليوم صلاة الاستسقاء
و اطلب من الالاه عصف الرياح
لعلها تعيد صياغة ذاكرتي
سأشفي جراحك بعبراتي
و دمائي و بعض الأرواح التائهة
(ضلت حبيسة أزقتك غير عارفة السبيل)
و اعتق نفسي من العبودية
خارقا كل حواجز العقول
كاشفا كل مستور
ساحي الشباب و التمرد فيك
 و ان انسلخ عنك اللحم و بقيت العظام
سأبحث عن الحب عن الأمل عن الحرية
ثم أسألك العطف
و أنام ملء قرار
أعشق وجنتيك و عنقك
و فخذيك و ما بينهما
لكن عشقي لما في مخيلتك
 يفوق حتى عشقي لحمرة السيجارة في شفتيك
لا تيأسي يا آلهتي
يا أفوديت و يا عشتار
فقد أعددت لك مطرحا بين الرسل في جنة الآلهة
أما أنا فلا حاجة لي بجنان الرب
ما دمت أنعم في رغد جنتك
خلدون باجي عكاز

vendredi 10 juin 2011

في الحديث عن الحراك الشعبي



انه لمن الخطأ اعتبار احتجاجات 14 جانفي بتونس انطلقت مع عملية قتل محمد البوعزيزي لنفسه فالأحداث بدأت تتوتر في تونس منذ افريل 2008 و أحداث الحوض المنجمي بجهة قفصة و التي تعامل معها النظام السابق بكل حنكة قمع فمسكنات مع الحفاظ على محلية الاحتجاجات. بيد ان ما حصل في 17 ديسمبر فاجأ الجميع فتسارع الأحداث جعل الشارع سابقا الحكومة بخطوة كل مرة .انطلقت الاحتجاجات بمطالب اجتماعية أهمها حق التشغيل ثم صارت الحرية و الكرامة الشغل الشاغل, و لنا ان نفسر هذا كردة فعل للشارع الذي فاجأته المعاملات البوليسية الدنيئة في قمع المظاهرات, ثم ارتفع سقف المطالب فصارت تنحية الرئيس السابق ضرورة ملحة.عنصر المفاجأة لعب دورا مهما في نجاح الحراك الشعبي في تونس لكن ما حيك في الخفاء كان أعظم و أكثر تأثيرا في المنحى الذي أخذته الأحداث.فالرئيس السابق كان في وضع شبيه بوضع الراحل الحبيب بورقيبة في آخر فترات حكمه : لا حول له و لا قوة. فمن ناحية النظام المافيوزي الذي كان يسير البلاد بزعامة ليلى بن علي و أقاربها مد يده  في كل أجهزة الدولة حتى خرب ميكروفيزياء النظام و من ناحية أخرى وجد بن علي نفسه عاجزا عن مواجهة انقلاب و عصيان من الجيش اظافة إلى احتجاجات شعبية كل هذه الأشياء تزامنت و بتزامنها خلع الرئيس السابق و رحل تاركا و راءه أزلامه و تركة ثقيلة للذي سيخلفه.و أكبر دليل على أنه حيكت مؤامرة و انقلاب داخل القصر الانتقال الدستوري مرورا من الفصل 56 إلى 57 و لننتهي بأمر تعليق الدستور, و في كل هذا يغيب عنا دور الجيش التونسي الذي في فترة من الفترات كان من الأسباب الأساسية التي ساهمت في نجاح التحركات الاجتماعية. و هنا نعيب على قصر ذاكرتنا فأحداث ثورة الخبز في جانفي 1984 و التي تم الدفع بالجيش فيها مكلفة تونس أكثر من 140 قتيلا في ظرف ثلاث أيام تدفعنا للتفكير مجددا و التساؤل حول ما كانت ستؤول له الحال لو استعمل الجيش الوطني القوة لإخماد الثورة.و كخلاصة لاتزال الحقيقة حول ثورة تونس غير واضحة لكن الاكيد انها كانت نتاج قمع و اضطهاد استمر لمايزيد عن نصف قرن فكان الانفجار.الطريق لا تزال طويلة فنحن نتعلم اليوم قواعد اللعبة و نتعلم مبادئ المواطنة و نتعلم مفاهيم الحرية الفترة القادمة هي أكيد فترة صراع سياسي سيتمخض عنها نتاج و ابداع فكري كما قد يتمخض عنها صراع دموي لكن يجب ان نرى الجزء المنير من القصة و نحاول انارة الجزء المظلم منه بنقد ذاتنا و نقد الآخر بموضوعية و حرفية.

خلدون باجي عكاز