vendredi 10 juin 2011

في الحديث عن الحراك الشعبي



انه لمن الخطأ اعتبار احتجاجات 14 جانفي بتونس انطلقت مع عملية قتل محمد البوعزيزي لنفسه فالأحداث بدأت تتوتر في تونس منذ افريل 2008 و أحداث الحوض المنجمي بجهة قفصة و التي تعامل معها النظام السابق بكل حنكة قمع فمسكنات مع الحفاظ على محلية الاحتجاجات. بيد ان ما حصل في 17 ديسمبر فاجأ الجميع فتسارع الأحداث جعل الشارع سابقا الحكومة بخطوة كل مرة .انطلقت الاحتجاجات بمطالب اجتماعية أهمها حق التشغيل ثم صارت الحرية و الكرامة الشغل الشاغل, و لنا ان نفسر هذا كردة فعل للشارع الذي فاجأته المعاملات البوليسية الدنيئة في قمع المظاهرات, ثم ارتفع سقف المطالب فصارت تنحية الرئيس السابق ضرورة ملحة.عنصر المفاجأة لعب دورا مهما في نجاح الحراك الشعبي في تونس لكن ما حيك في الخفاء كان أعظم و أكثر تأثيرا في المنحى الذي أخذته الأحداث.فالرئيس السابق كان في وضع شبيه بوضع الراحل الحبيب بورقيبة في آخر فترات حكمه : لا حول له و لا قوة. فمن ناحية النظام المافيوزي الذي كان يسير البلاد بزعامة ليلى بن علي و أقاربها مد يده  في كل أجهزة الدولة حتى خرب ميكروفيزياء النظام و من ناحية أخرى وجد بن علي نفسه عاجزا عن مواجهة انقلاب و عصيان من الجيش اظافة إلى احتجاجات شعبية كل هذه الأشياء تزامنت و بتزامنها خلع الرئيس السابق و رحل تاركا و راءه أزلامه و تركة ثقيلة للذي سيخلفه.و أكبر دليل على أنه حيكت مؤامرة و انقلاب داخل القصر الانتقال الدستوري مرورا من الفصل 56 إلى 57 و لننتهي بأمر تعليق الدستور, و في كل هذا يغيب عنا دور الجيش التونسي الذي في فترة من الفترات كان من الأسباب الأساسية التي ساهمت في نجاح التحركات الاجتماعية. و هنا نعيب على قصر ذاكرتنا فأحداث ثورة الخبز في جانفي 1984 و التي تم الدفع بالجيش فيها مكلفة تونس أكثر من 140 قتيلا في ظرف ثلاث أيام تدفعنا للتفكير مجددا و التساؤل حول ما كانت ستؤول له الحال لو استعمل الجيش الوطني القوة لإخماد الثورة.و كخلاصة لاتزال الحقيقة حول ثورة تونس غير واضحة لكن الاكيد انها كانت نتاج قمع و اضطهاد استمر لمايزيد عن نصف قرن فكان الانفجار.الطريق لا تزال طويلة فنحن نتعلم اليوم قواعد اللعبة و نتعلم مبادئ المواطنة و نتعلم مفاهيم الحرية الفترة القادمة هي أكيد فترة صراع سياسي سيتمخض عنها نتاج و ابداع فكري كما قد يتمخض عنها صراع دموي لكن يجب ان نرى الجزء المنير من القصة و نحاول انارة الجزء المظلم منه بنقد ذاتنا و نقد الآخر بموضوعية و حرفية.

خلدون باجي عكاز

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire