samedi 21 mai 2011

من إرهاب الدولة إلى إرهاب القاعدة


لا يزال المشهد السياسي التونسي ضبابياً ويلفه الغموض فبعد 14 جانفي تهافت الإنتهازيون على حجز مقاعد السلطة لذا كانت الدعوة إلى ملازمة الشارع ومواصلة الطريق النضالي علنا نتم هذه الثورة وآخر  الإنتهازيين اللذين طفوا على السطح السياسي ' تنظيم القاعدة '.سأتحدث عن العمل الإرهابي الذي حدث بجهة الشمال الغربي بعيداً عن نظرية المؤامرة التي يعمد العديد إلى اللجوء إليها تهرباً من الواقع منسباً كل عمل إلى الحكومة المؤقتة التي لن أنفي عنها الدناءة في المعاملات ومواصلتها لمنهج ما قبل 14 جانفي في التعامل مع الشارع التونسي هذا بغض النظر عن تهاونها وتقصيرها في معالجة ملفات مستعجلة.فإرهاب الدولة ضل عالقاً في ذاكرة التونسي جراء الإجراءت القمعية التي اتبعها النظام البورقيبي في مرحلة أولى ثم النظام النوفمبري مع بن علي في مرحلة ثانية.فجهاز الأمن صار جهاز إرهاب و تخويف وإجتثاث للحريات عبر سياسات تكميم الأفواه،ووزارة الداخلية صارت أشبه بجهاز  مخابراتي أكثر منها جهازاً أمنياً عبر ملاحقة الساسة والحقوقيين والنقابيين أما عن وسائل التعذيب فحدث ولا حرج فطرق الإستنطاق المتبعة مع سجناء الرأي كانت ولازلت الأكثر بشاعةً في الحوض المتوسطي.
ونحن لا نزال نقبع ونصارع إرهاب الدولة إذ بإرهاب جديد يبرز وينتهز فرصة الإنفلات الأمني الحاصل بعد الثورة ،خاصة مع إحتدام الأزمة على الحدود الليبية التونسية، ألا وهو تنظيم القاعدة. كان من المتوقع ومن المنتظر أن ينتهز الإسلاميون الفرصة كي يلتفوا على الثورة وهو ما يعرف 'بالثورة المضادة ' وما وقع بجهة الروحانية القاطنة بولاية سليانة كشف عن عورتهم وعن نواياهم .
وهنا وجب على الطوائف السياسية ،وعندما اتوجه إلى الطوائف السياسية فإني أخاطب منها تلك التي قمعت في عهد بن علي وتلك التي تسعى إلى تحقيق الإنتقال الديمقراطي الفعلي،إلى العمل الدؤوب والوقوف وقفة رجل واحد أولاً قصد النهوض بالمشهد السياسي وفك اللبس الذي يلفه وثانياً التصدي لهذه الجماعة الإرهابية قبل أن يشتد عودها ويحصل ما لا يحمد عقباه ولنا في هذا أمثلة عدة كالجزائر وطالبان.كما ادعو جميع فئات المجتمع إلى مزيد الحيطة خاصةً ونحن على أبواب إمتحانات وطنية وهكذا فإنه علينا جميعاً العمل لإنجاحها،فالطريق إلى الحرية معبد بالدماء .
واختم برسالة مضمونة الوصول إلى الجماعات الإرهابية وأقول : " يزي مل كرتوش الحي الكرتوش ما عندوش مبرر وإلي عندو برنامج سياسي يطرحوا ونتناقشوا فيه "  


خلدون باجي عكاز

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire