mardi 5 juillet 2011

كثر النحيب و الميتة واحدة


لا يملك الشعب التونسي في ذاكرته أو في قيمه ما يسمى 'بثقافة العنف' و هو ما جعله يرضى بالخنوع على امتداد نصف قرن  تحت نظام نخر البلاد و خرب عقول و اقلام العباد قبل أن يفيض الكأس و ينتفض .
بيد أن ظاهرة العنف السياسي و العنف بصفة عامة التي تفجرت هذه الأيام تطرح عديد نقاط الاستفهام.
انه لمن البديهي أن الطبيعة لا تحتمل الفراغ لكن هذا ليس بمبرر فلا يمر يوم الا و نسمع بحادثة تهز هذه المنطقة أو تلك.. كانت البداية مع بعض أعمال الشغب و النهب ثم انتقلت الى محاولات لتعطيل سير اجتماعات بعض الاحزاب ثم جاءت حادثة أفريكار و التي كانت تمظهرا للاعتداء على حرية التعبير,و أنا هنا لا أدافع عن الفلم الذي يبدو عنوانه مستفزا لكن طريقة التعامل معه غير معقولة, ثم ها نحن نفيق على حادثة جديدة الا و هي تعطيل اجتماع شعبي لحزب العمال الشيوعي التونسي بحي التضامن و تعنيف بعض الحاضرين فيه.
كل هذه الحواث تلخص في مجموعة نقاط هي كالآتي:
هي تمظهر للتطرف و التعصب و رفض الرأي الآخر
هي استعراض للعضلات من قبل زمرة من الأفراد
هي تعطيل للمسار الانتقالي نحو بناء تونس الغد تونس الديمقراطية
هي اعتداء على الفن و حرية التعبير
هي تعد واضح على حرمة المبدعين و المفكرين و نكران جميل المناضلين
هي مس للمقدسات و هي أساسا  تناحر سابق لاوانه
كل هذا يمكن تفهمه لكن لا يمكن التسامح معه فنحن حديثوا العهد مع الحريات الفردية و الجماعية لكن هذا لا يمنحنا الحق في ان نغتال ثورتنا و هي في مهدها
فالجميع اليوم يتناحر و الأضحية و احدة...الأضحية هي دماء الشهداء



خلدون باجي عكاز


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire