mercredi 27 juillet 2011

ليال في ذكرى الجسد


يا ليل ما أقسى دمعتك و ما اشد حرقتها
يا ليل ما أشد عتمة ظلمتك و ما اصعبها
يا ليل ما أطولك على و طني
و ما اشد فعلك بقلبي
يا ليل ما أقسى الدمع ينهمل من بدرك
و الخصلات البراقة تنساب من نجمتك
و برق الذنب يتبع الشهب في سمائك
يا ليل وهنت من عذابك
و ما عاد هذا الجسد بقابل لدوامك
يا ليل انقشع قبل أن ينكسر غصني على جدران مدينتي السكرانة
أو على الغصن الغاص في تلك الصخرة الصماء
يا ليل خاطبني و خاطب الصمت الذي قتلني
يا ليل كفاني صمتا و دعني أصرخ في صمتي
او حتى اتخبط في دمي
يا ليل دعني أسألك عنك و عني
و عن الموت و الجنة
عن الالاه و الرسل
و عن الخداع و الكذب
عن المومس و الشيخ
و الشريعة و الكفر
دعني أقرا بين سطور صمتك القاتل معاني الإنسان و البشر
سامرني بأغنية حزينة على إيقاعات الصمت
او برقصة غجرية على ضوء القمر
او حتى بكلمات آسرة ترمم جرحي
ما عاد يبقيني في ليلك سوى الامل
و ضوء الشمعة الخافت ينير صدري
و رائحة الاقحوان و الياسمين تعطر العفن المنبعث من الكفن
حفر و فجوج و جروح و دماء كلها تتلاشى
او تتماشى او تتناسى مع الدهر
لا تبقى سوى الذكريات و البسمة الباكية على الشفة
سوى العبرات و بعض الكلمات و الورق المبتل بالدمع
سوى القهقهات و الهمزات و اللمسات و القبلات
سوى الطرقات و الخطوات
سوى ذاك الزي البربري
 و الحلي العجمي
و الكحل الغجري
و الجسد الصحراوي
و العطر الدمشقي
و البخور المغربي
لم تبقى منك سوى المقابر
صور تمر جثث و أسير في قفص
حياة تتلاشى كما زبد البحر
في صمت و دون أثر
دون وداع يودع الجسد في الحفر
و ينسى كما ينسى الموج المنكسر على الصخر

خلدون باجي عكاز

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire